فرنسا على حافة أزمة أمنية خطيرة.. تصاعد جرائم استهداف مستثمري الكريبتو -- May 16 , 2025 4
تفاعل واسع أثاره مقطع فيديو صادم وثّق محاولة اختطاف جريئة استهدفت ابنة وحفيد الرئيس التنفيذي لشركة "بيميوم" الفرنسية المختصة بتبادل العملات المشفرة، في حادثة تبرز تنامي التهديدات الأمنية التي تواجه العاملين في هذا القطاع.
وأظهر الفيديو، الذي تم تداوله عبر وسائل الإعلام الفرنسية ومنصات التواصل الاجتماعي، لحظة هجوم ثلاثة أشخاص ملثمين على امرأة وطفلها في أحد شوارع الدائرة الحادية عشرة في باريس. ووفق التسجيل، حاول الجناة إجبار الضحيتين على ركوب شاحنة تحمل شعار شركة "كرونوبوست"، إلا أن الأم تصدت بشجاعة للمهاجمين، وتمكنت من نزع سلاح أحدهم، بينما تدخل مرافقهما وتعرض للاعتداء بأدوات حادة.
وأكدت صحيفة لو باريزيان أن الضحيتين تنتميان لعائلة أحد أبرز رواد الأعمال في مجال العملات الرقمية، في وقت باتت فيه هذه الفئة هدفًا واضحًا لعصابات الجريمة المنظمة.
سلسلة اعتداءات مقلقة
الحادثة ليست معزولة، إذ شهدت فرنسا خلال الأشهر الأخيرة عدة جرائم خطف وابتزاز مرتبطة مباشرة بمستثمرين في العملات المشفرة. ففي 3 أيار الجاري، حررت الشرطة والد رجل أعمال يعمل في القطاع بعد يومين من اختطافه، بينما عُثر في كانون الثاني على جثة رجل داخل صندوق سيارة بعد خطفه وطلب فدية مقابل إطلاق سراحه. كما تعرّض ديفيد بالاند، المؤسس المشارك لشركة "لدغر"، للاختطاف والتعذيب بما في ذلك بتر إصبع من يده.
تأتي هذه الحوادث في ظل ازدهار سوق العملات المشفرة، إذ يتوقع أن تصل إيرادات القطاع في فرنسا وحدها إلى 1.2 مليار دولار هذا العام، مع أكثر من 17 مليون مستخدم، ما يجعله بيئة جذابة للجريمة المنظمة.
قلق متصاعد واتهامات بالتقصير الأمني والتشريعي
وأثارت الاعتداءات الأخيرة موجة تفاعل على منصات التواصل، حيث عبّر مغردون عن قلقهم من ضعف الحماية الأمنية للعاملين في المجال، رغم تعاملهم بمبالغ طائلة. وكتبت المغردة "أوريل" أن "ضعف الحماية الشخصية يوفر بيئة خصبة للجريمة المنظمة"، في حين حذّرت الناشطة "رولا" من تأثير هذه الحوادث على ثقة المستثمرين في السوق الأوروبية.
بدورها، أشارت المحامية "سونيا" إلى وجود فراغ قانوني في التعامل مع الجرائم المرتبطة بالعملات الرقمية، مطالبة بتشريعات تواكب المخاطر الجديدة. أما الناشط "روكي"، فلفت إلى أن هذه الهجمات تعكس أيضًا "توترًا اجتماعيًا تجاه الأثرياء الجدد الذين صنعوا ثرواتهم خارج الأطر الاقتصادية التقليدية".
تحرك رسمي
وعقب الحادثة، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو عن لقاء مرتقب مع عدد من المستثمرين والمنصات لمناقشة الأوضاع الأمنية، متعهدًا بملاحقة مرتكبي هذه الجرائم داخل فرنسا وخارجها. (الجزيرة)