"بايدو" تبدأ حرب أسعار الذكاء الاصطناعي.. "إيرني" مجاني!

"بايدو" تبدأ حرب أسعار الذكاء الاصطناعي.. "إيرني" مجاني! -- Jun 30 , 2025 22

أعلنت شركة بايدو الصينية، عملاق التكنولوجيا، عن نيتها فتح مصدر نموذجها اللغوي التوليدي "إيرني"، في خطوة وُصفت بأنها الأضخم منذ ظهور نموذج "ديب سيك" (DeepSeek)، ما قد يعيد تشكيل موازين القوى في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.

أكدت الشركة أن عملية الإتاحة ستكون تدريجية، لكنها تمثل تحوّلاً جذرياً في استراتيجيتها، خاصة بعد سنوات من التمسك بالنماذج المغلقة.

وتخلت بايدو عن موقفها التقليدي الرافض للانفتاح بعد أن أثبتت نماذج مفتوحة المصدر مثل "ديب سيك" قدرتها على منافسة النماذج التجارية من حيث الكفاءة والموثوقية، بحسب ما ذكرته "CNBC".

تراجع أسعار النفط 1% مع انحسار التوتر في الشرق الأوسط
طاقة
أسعار النفط تراجع أسعار النفط 1% مع انحسار التوتر في الشرق الأوسط
وأثارت هذه الخطوة جدلاً واسعاً بين خبراء الذكاء الاصطناعي، إذ يرى البعض أنها قد لا تكون بنفس وقع "ديب سيك"، لكنها بالتأكيد لحظة مفصلية في تطور الصناعة.

قال الأستاذ المشارك في علوم الحاسوب بجامعة جنوب كاليفورنيا، شون رين، والحائز على لقب باحث العام في مجال الذكاء الاصطناعي من "سامسونغ": "هذه ليست مجرد قصة صينية. ففي كل مرة يُتيح فيها مختبر رئيسي نموذجاً قوياً المصدر المفتوح، فإنه يرفع مستوى الصناعة بأكملها".

ويعتقد رين أن خطوة بايدو تُشكل ضغطاً على مقدمي الخدمات المغلقة مثل "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" لتبرير واجهات برمجة التطبيقات المُغلقة والأسعار المرتفعة.

ولكن في المقابل، يرى البعض أن المستهلكين لا يهتمون كثيراً بما إذا كان النموذج مفتوح المصدر، بقدر ما يهتمون بالأداء، والتكلفة، والدعم اللغوي والإقليمي، وهي مزايا غالباً ما توفرها النماذج المفتوحة.

توقفوا عن دفع مبالغ طائلة
قال مؤسس شركة إيبك لوت الاستشارية للذكاء الاصطناعي أليك ستراسمور: "ألقت بايدو قنبلةً في عالم الذكاء الاصطناعي". وأضاف ستراسمور، مقارنًا خطوة بايدو بإنشاء شركة كيركلاند من قِبل كوستكو: "أدركت شركات مثل "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" و"ديب سيك"، التي ظنت أنها تبيع منتجاتٍ فاخرة، أن بايدو ستقدم شيئًا بنفس القوة".

وأوضح أن الرسالة الموجهة إلى جميع الشركات الناشئة حول العالم هي: "توقفوا عن دفع مبالغ طائلة".

وقال ستراسمور: "هذه ليست منافسة؛ إنها إعلان حرب على الأسعار".

وصف أحد الخبراء خطوة بايدو بأنها "زجاجة مولوتوف" في سوق الذكاء الاصطناعي، معتبراً أن الشركات التي تبيع نماذجها بأسعار باهظة ستجد نفسها أمام منافس يقدم أداءً مماثلاً مجاناً. بايدو كانت قد أعلنت في مارس أن نموذجها "إيرني إكس وان" يضاهي أداء "ديب سيك أر وان"، ولكن بنصف التكلفة، ما يعزز من جاذبيته للمطورين والشركات الناشئة.

الرئيس التنفيذي لبايدو، روبن لي، أشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تمكين المطورين حول العالم من بناء تطبيقات قوية دون القلق بشأن التكاليف أو الأدوات. لكن رغم أهمية هذه الخطوة، يرى بعض المحللين أن تأثيرها في الأسواق الغربية قد يكون محدوداً بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمن السيبراني، خاصة في المؤسسات الكبرى.

الانفتاح لا يعني بالضرورة الشفافية الكاملة، إذ لا يزال من غير الواضح ما هي البيانات التي تم تدريب النموذج عليها، وما إذا تم الحصول على موافقة أصحابها. هذه التساؤلات تثير مخاوف بشأن العدالة والمساءلة، خصوصاً مع تزايد اعتماد المجتمعات على أنظمة الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.

في المقابل، يرى البعض أن هذه الخطوة قد تمنح الصين نفوذاً تقنياً واسعاً، إذ تسعى بايدو إلى نشر نماذجها عالمياً، ما قد يفتح الباب أمام استخدام واسع النطاق لتقنيات صينية في التطبيقات اليومية. هذا التوسع قد يثير مخاوف أمنية، خاصة إذا تم ربط التطبيقات العالمية بواجهات برمجة التطبيقات الخاصة ببايدو، وهو ما وصفه أليك ستراسمور، مؤسس شركة إيبك لوت الاستشارية للذكاء الاصطناعي بأنه "أمر مخيف".

أقرأ أيضاَ

تحذير مهم من OpenAI: "شات جي بي تي" قد يُستخدم في تصنيع أسلحة بيولوجية

أقرأ أيضاَ

إيلون ماسك: "استعدوا للجنون، نحن أقرب من أي وقت مضى لذكاء اصطناعي يتفوق على البشر