عودة فندق السان جورج

عودة فندق السان جورج -- Jul 03 , 2025 303


إن فندق السان جورج، 
الذي منذ نشأته في الثلاثينيات وحتى اندلاع الأحداث الأمنية في العام 1975، لعب دورًا رائدًا في ازدهار القطاع السياحي اللبناني حتى أصبح أحد ركائز هذا القطاع الأساسية ورمزًا للحضارة والرقي في لبنان.
لقد استقطب فندق السان جورج أرقى سياسيي العالم ومشاهيره، وأُقيمت فيه أهم المؤتمرات والحفلات والأعراس، نظرًا لخدمته المميزة وموقعه الخلاب الواقع على خليج مار جرجس في قلب العاصمة بيروت.
إضافة إلى الفندق، اجتذب المسبح والمرفأ ونادي اليخوت الذين يزنرونه الحضور المميز والنشاطات والرياضات البحرية كافة، ورسو اليخوت الزائرة من لبنان والخارج.
ولكن للأسف، نتيجة الأحداث الأمنية التي عصفت بالبلاد ابتداءً من عام 1975، تضرر الفندق بكامله، فبات غير صالح للاستثمار.
بحديثنا المطول مع مالك الفندق ورئيس مجلس إدارته السيد فادي عبد الله الخوري، وذلك بعد إعلانه عن إعادة افتتاح 15 جناحًا في فندق السان جورج تقع مقابل الشاطئ، ولكل منها حديقته وحوض الجاكوزي الخاص، كذلك البدء بإعادة الترميم السريعة لكافة الأقسام والطوابق، وخاصة قاعة الحفلات والبار الذي كانت شهرته عالمية، إضافة إلى افتتاح فندق "ذا فيو" في المبنى المقابل والتابع لفندق السان جورج.
أكد لنا السيد خوري تفاؤله بمستقبل الوطن وبالعهد الجديد مع الرئيس عون ورئيس الحكومة والوزراء الجدد، الذين يتوسم فيهم الجدية والأمل، وبالموسم السياحي القادم الذي يأمل اللبنانيون بقدوم عدد كبير من أبنائهم المنتشرين والسواح من الأشقاء العرب وكافة دول العالم.
إن معاناة السيد خوري وخساراته إبان الحرب اللبنانية، ومعاناته مع محاربة الدولة وشركائها لفندق السان جورج ما بعد الحرب، بحرمانه من حقه السابق والمشروع باستثمار واجهته البحرية ومرفئه المخصص للبواخر السياحية، وبإقصائه عن الشاطئ، كما كان في السابق يرسو في بطن البحر، إضافة إلى إنشاء سنسول بعلو يزيد عن ثمانية أمتار بحجة الحماية البحرية، بل كانت لحجب الرؤية عن قسم من الفندق، كذلك حُرم رواده وزبائنه من ممارسة النشاطات الرياضية والسياحية البحرية.
أما بخصوص التحسينات التي أدخلها السيد خوري على معلمه السياحي، فيقول: "أنا لا أستطيع تهنئة نفسي على التحسينات التي أضفتها على السان جورج، لأنها امتدت على 31 سنة، وقد كانت الخطوات بطيئة جدًا تبعًا لأوضاع البلاد الأمنية، والتي كان السان جورج ينال نصيبه منها (اغتيال الرئيس الحريري، انفجار 4 آب مرفأ بيروت، وغيرها).
لقد أضفت إلى السان جورج ملحقًا جديدًا "ذا فيو"، وهو فندق أربع نجوم بأسعار مدروسة ومشجعة للزوار.
أستطيع القول الآن، بعد ثلاثين عامًا من العمل والتحضير والأمل في المستقبل، أننا أنهينا 15 جناحًا، وأنهينا أعمال البناء، وقد حصلنا على رخصة لإنجاز الطابق الأخير من السان جورج. حيث أننا سنراقب الوضع خلال الصيف لنقرر خطواتنا المقبلة، إذ برأيي الخاص، لقد اكتفيت من التفاؤل حتى الآن، ولهذا تفاؤلي هو تفاؤل حذر ومدروس جدًا".
ماذا عن قضيتكم وخلافكم مع سوليدير؟
لا زالت الحرب دائرة، وهي حرب دائمة بيننا، ولم يحدث أي تقدم في القضية، إذ إن القضاء والسياسة لا يتعاملان معنا على أننا شخصان متقابلان، أي السان جورج وسوليدير، وسأبقى أحارب بكل قوتي وأكثر من قبل، إذ إنني أؤمن بأن لا أحد أكبر من الآخر.
أنا متفائل بالعهد الجديد مع الرئيس عون، الذي تعرفت إليه قبل أن يصبح رئيسًا، وشعرت أنه رجل "قبضاي"، وهو إنسان نشيط دائم الحركة ولا يضيع الوقت، بالإضافة إلى أن الخارج يدعمه، وهذا أمر إيجابي، ولهذا آمل أن يتحسن وضع البلاد، خصوصًا أن رئيس الحكومة هو شخصية جيدة، أنا معجب بها وأشبهها بالرئيس سليم الحص.
أتمنى أن يتمكنا من العمل وتحقيق إنجازات مهمة، ولا سيما في مجلس شورى الدولة، الذي كان يرأسه فادي الياس، الذي ارتكب بحقي غلطة كبيرة، بعدما كان رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة قد أعطى سوليدير فترة سماح إضافية لمدة عشر سنوات غير مشروعة في العام ٢٠٠٥، ليأتي بعده القاضي شكري صادر ويضيف فترة عشر سنوات أخرى لسوليدير دون وجه حق.
إلا أنني طلبت إعادة المحاكمة مجددًا في العام ٢٠١٦، حيث وصلنا من مجلس الشورى، الذي يترأسه فادي الياس، تقرير من القاضية ريتا كرم لصالحنا، وبأن سوليدير انقضت مهمتها، ولا يجوز التمديد إلا بقانون من المجلس النيابي، لكون سوليدير شركة استثنائية "بلعت بيروت".
لقد أقدم فادي الياس على أمر لا يمكن تصوره، إذ نقل الدعوى من غرفته إلى غرفة القضايا التي يرأسها، وقد ألغى بعمله هذا التقرير، وأوجد تقريرًا آخر دون فتح المحاكمة، والمقرر الجديد متفرغ لسوليدير ويمثل السياسة المعاكسة لتوجهي.
لقد أصدرت القاضية بعد ثلاثة أشهر تقريبًا قرارًا معاكسًا، حيث يوجد حاليًا تقريران، أحدهما لصالحي في غرفة تم إلغاؤها من قبل فادي الياس، وتقرير آخر ليس لصالحي في الغرفة التي كان يرأسها شخصيًا.
حاليًا يوجد رئيس جديد مكانه هو يوسف الجميل، وما أسمعه عنه أنه إنسان جيد، لذا آمل أن يتغير حال القضاء إلى الأفضل.
ماذا عن التحسينات التي تدخلونها على فندق السان جورج؟
إننا نضيف أشياء جديدة أحسن من الماضي ١٠٠٪، إذ نعمل على التصاميم الداخلية ودراسة الاتجاه الذي سيكون عليه، ومن المرجح أنه سيكون كلاسيكيًا مع التذكير بالماضي.
إننا نتابع العمل في فندق السان جورج، حيث أدخلنا الكثير من التحسينات على الطابق الأول، وعلى قاعات الاستقبال، والبهو، والبار الذي اشتهر به الفندق، لا سيما كراسيه التي تميزت بتصميمها الفريد، وقد سُرقت خلال الحرب الأهلية في العام 1975، وأنا أسمع أنها تُباع حاليًا في نيويورك بمبلغ 30,000 دولار للكرسي الواحد.
متى سيتم افتتاح فندق السان جورج الضخم؟
أنا متريث قليلًا في ذلك، وهذا يعود لحال القضاء والسياسة في البلاد، وإذا عادت الدولة إلى قوتها، ولم تتجدد الضربات الإسرائيلية.
مشروعكم الجديد "ذا فيو" يحتاج إلى استثمار ضخم، من أين حصلتم على التمويل؟
إنه تمويل شخصي، بلغت كلفته ٥ ملايين دولار تقريبًا.
بماذا يختلف فندق "ذا فيو"؟
إنه فندق سياحي أربع نجوم، ملحق للسان جورج، وتسعيرته معتدلة.
ما نسبة التشغيل في فندق "ذا فيو" حاليًا؟
يضم الفندق 22 جناحًا، وهو يتألف من 120 غرفة، ونسبة التشغيل فيه اليوم 100٪.
مَن هم الزبائن لديكم حاليًا؟
90٪ خليجيون من الإمارات وغيرها، أما السعوديون فلم يأتوا بعد، ربما سيكون ذلك قريبًا. لقد تغيرت الوجوه وأصبحت أكثر شبابًا.
ما نسبة تفاؤلكم؟
أنا متفائل بحذر شديد، لكنني أعتقد أن موسم الصيف سيكون جيدًا.

أقرأ أيضاَ

السياحة "قلّعت" من جديد بعد كبوة الحرب

أقرأ أيضاَ

السعودية.. إنفاق الزوار القادمين من الخارج يقدر بنحو 49.4 مليار ريال خلال 3 أشهر