آسيا تتجه إلى خفض أكبر في أسعار الفائدة تحت ضغط رسوم ترمب

آسيا تتجه إلى خفض أكبر في أسعار الفائدة تحت ضغط رسوم ترمب -- Aug 22 , 2025 11

المصدر:
بلومبرغ
بدأت بنوك مركزية في آسيا خفض أسعار الفائدة بوتيرة أكبر من المتوقع، فيما قد تنضم أخرى إلى هذا التوجه خلال الأشهر المقبلة، في محاولة للتصدي لتباطؤ النمو الناتج عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب.

برز هذا التحول هذا الأسبوع بعدما فاجأت إندونيسيا ونيوزيلندا الأسواق بمواقف تميل إلى التيسير النقدي، ما يعكس مساعي صانعي السياسات النقدية لتعزيز دفاعاتهم في مواجهة الحرب التجارية الأميركية.

 تتجه الأنظار الأسبوع المقبل إلى كوريا الجنوبية والفلبين ترقباً لأي مؤشرات على توجه مماثل نحو التيسير النقدي. 

 

مخاوف التضخم يقابلها دعم الفيدرالي
رغم أن هذه الإجراءات عادةً ما تزيد الضغوط على عملات تلك الدول مقابل الدولار وتثير مخاوف التضخم، فإن التيسير النقدي المتوقع من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الشهر المقبل قد يخفف من حدة تلك الضغوط. 

ينصبّ التركيز الآن على ما إذا كان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول سيؤكد هذه التوقعات في خطابه يوم الجمعة خلال الاجتماع السنوي للبنك في "جاكسون هول".

أدى تراجع الدولار الأميركي هذا العام إلى تعزيز معظم العملات الآسيوية أمام العملة الخضراء.

 

"سيتي غروب": التيسير هو الحل الواضح
كتب ناثان شيتس، كبير الاقتصاديين لدى "سيتي غروب"، في مذكرة بحثية هذا الأسبوع أن "الوصفة الواضحة تتمثل في تيسير السياسة النقدية" خارج الولايات المتحدة، مضيفاً أن الرسوم الجمركية ستشكل عبئاً على الأجور والأسعار.

من المتوقع أن يشهد النمو في آسيا تباطؤاً خلال النصف الثاني من العام، مع بدء سريان الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترمب وتراجع الزخم الناتج عن تسريع وتيرة الصادرات في وقت سابق. 

يتوقع خبراء "مورغان ستانلي" حصول موجة من خفض أسعار الفائدة، بعد أن قدّروا أن يصل ارتفاع الرسوم الأميركية على آسيا إلى 25% من 5% في مطلع العام. ويتوقعون خفضاً إضافياً لأسعار الفائدة بمقدار 125 نقطة أساس (1.25%) في الفلبين حتى عام 2026، وبواقع 50 نقطة أساس (0.5%) لكل من كوريا الجنوبية وتايلندا وأستراليا وماليزيا وتايوان.

أشار بنك الاحتياطي النيوزيلندي هذا الأسبوع إلى أن ضعف الطلب سيضغط على الأجور ويحد من الأسعار، مشيراً إلى تخفيضات في أسعار الفائدة أكبر مما كانت الأسواق تتوقع في البداية.

خفض إندونيسيا للفائدة يفاجئ الأسواق
أما قرار بنك إندونيسيا المفاجئ بخفض الفائدة، فقد دفع كلاً من "غولدمان ساكس" و"أستراليا آند نيوزيلند بانكينغ غروب" (Australia & New Zealand Banking Group) إلى توقع مستوى نهائي أدنى لأسعار الفائدة في دورة التيسير الحالية، في حين قدّمت "سيتي غروب" توقعها لخفض الفائدة المقبل إلى موعد أقرب. 

يبرز هذا التحول في التوقعات أيضاً في الأسواق المالية، إذ تراجعت عقود المبادلة لثلاثة أشهر في كل من تايلندا وماليزيا والفلبين خلال أغسطس، في إشارة إلى تنامي الرهانات على مزيد من التيسير النقدي.

في الفلبين، تشير أسواق المبادلة إلى خفض يقارب 40 نقطة أساس خلال الأشهر الستة المقبلة، مقارنة بتوقعات خفض لم تتجاوز 10 نقاط أساس في يونيو.

يراهن المتعاملون على أن بنك الاحتياطي النيوزيلندي سيخفض الفائدة بمقدار 43 نقطة أساس في الفترة ذاتها، مقابل 33 نقطة أساس في يونيو.

تحديات قادمة لدول آسيا
أظهرت اقتصادات آسيا صموداً لافتاً خلال النصف الأول من العام، مدعومةً بالمفاوضات التجارية التي أبقت على حالة التفاؤل، إضافةً إلى موجة شحنات استباقية لتفادي الرسوم الجمركية الوشيكة رفعت وتيرة الصادرات.

بحسب "أوفرسي-تشاينيز بانكينغ كورب" (Oversea-Chinese Banking Corp)، فإن التداعيات العكسية باتت وشيكة مع سريان الرسوم الجمركية المرتفعة، فيما يُرجَّح أن تكون تايلندا وفيتنام الأكثر تضرراً في جنوب شرق آسيا. 

 

كتب خبراء "أو سي بي سي" بقيادة لافانيا فينكاتسواران في مذكرة بحثية هذا الأسبوع: "على صعيد السياسات، نتوقع أن تواصل البنوك المركزية تحمل العبء الأكبر عبر خفض أسعار الفائدة، في حين يبقى الدعم المالي أكثر استهدافاً".

واختتموا أن "المكاسب الناجمة عن الشحنات المبكرة تبدو في طريقها إلى النفاد، ما سيضغط على نمو الصادرات".

أقرأ أيضاَ

فنادق بريطانيا مهددة بخسارة إيرادات ضخمة.. والسبب طرد طالبي اللجوء

أقرأ أيضاَ

"فايننشال تايمز": انخفاض في إنتاج الكبتاغون بسوريا وتهريبه بـ80 %