حركة المطار في اب الماضي سجلت الرقم الاعلى منذ العام 2019: مليون مسافر -- Sep 10 , 2025 8
ليس جديداً على لبنان واللبنانيين أن يتحدوا في الأزمات ويقفزوا فوق جراحهم، ليخلقوا من الضعف قوة. فهذا البلد الذي ما زال يرزح تحت أسوأ الأزمات من إقتصادية وأمنية وسياسية، يثبت مرة أخرى أنه بلد الحياة والأمل والسياحة. إذ أنه بالرغم من كل الظروف الصعبة وأهمها التوترات الأمنية كان صيف 2025 صيفاً مميزاً يصفه البعض بأنه الأفضل منذ العام 2019، وإن كانت مدته قصيرة نتيجة تأخر انطلاقة الموسم بسبب عدم الإستقرار الأمني.
لطالما كان القطاع السياحي، الذي يُدخل مليارات الدولارات سنويًا ويُعتبر ثروةً حقيقيةً للاقتصاد اللبناني، يمثل أحد الأعمدة الأساسية للإقتصاد اللبناني ، غير أنّ هذه الثروة لا يمكن أن تستمر في النموّ أو تحقق إمكاناتها الكاملة إلا إذا توفّر شرط أساسي لا غنى عنه وهو الاستقرار الأمني ، فمن دون أمن مستدام، يبقى القطاع رهين المخاطر، والسياح والمستثمرون يتردّدون قبل المجيء إلى لبنان.
وبالرغم من بعض الإنفراجات السياسية التي حصلت اوائل العام الحالي كان من المتوقع أن يكون هناك حضور كبير للسياح العرب والأجانب، لكن لم تسر الأمور كما يجب لا سياسياً ولا أمنياً، ولذلك فإن أغلبية الوافدين إلى لبنان هذا الصيف كانوا من المغتربين اللبنانيين، أما الجنسيات الأخرى فشملت العراقيين والأردنيين والسوريين والمصريين. كما لوحظ حضور خليجي لافت، خاصةً من الإمارات والكويت، مع زيادة لافتة في عدد الوافدين من قطر مقارنة بالسنوات الماضية.
وتزامناً مع هذه الفورة التي يشهدها المطار، تعمل وزارة الأشغال على تأهيل شامل للمطار الدولي والطريق المؤدي إليه عبر تزفيت الطرقات وتركيب إنارة حديثة، إضافة إلى تحسينات داخلية رفعت مستوى تجربة المسافرين.
على الصعيد التقني، تم تشغيل 30 بوابة إلكترونية بتمويل دولي، ما سرّع إجراءات السفر وعزّز الأمن. كما تم إعادة تفعيل مركز سلامة الطيران وأطلاق برنامج تدريبي للمراقبين الجويين بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي.
تشكيل الهيئة الناظمة للطيران المدني
إدارياً، تم شكيل مجلس إدارة الهيئة الناظمة للطيران المدني للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين، وهو إنجاز إصلاحي أساسي. أما على صعيد الخدمات، فوزارة الأشغال بصدد تحديث صالات كبار الشخصيات، إنشاء مسارات مرور سريعة، وتجديد المرافق الصحية. وبموازاة ذلك، العمل جارِ على وضع اللمسات الأخيرة على خطط توسعة المطار التي تشكّل حاجة وطنية ملحّة.
وبعدما شهد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت انخفاضًا طفيفًا في حركة الطائرات خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024 فقد سُجّل خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 23,949 طائرة، مقابل 24,815 طائرة في النصف الأول من عام 2024، أي بانخفاض بلغ نحو 866 طائرة ونسبة 3.5%.
إلا أنه إعتباراً من مطلع تموز شهدنا تحسناً ملحوظاً في حركة مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت إعتباراً من مطلع تموز الجاري، وهي استمرت بشكل تصاعدي حتى أواخر شهر آب سواء من حيث عدد الرحلات أو الوافدين".
وخلال هذه الفترة وصل يوميًا إلى مطار بيروت بين 100 إلى 105 رحلات، وهي تتمتع بملاءة جيدة"، وعدد الوافدين يتراوح بين 17 و18 ألف شخص يومياً، وسجّل في بعض الأحيان 20 ألفًا".
امين جابر
في السياق كشف المدير العام للطيران المدني المهندس أمين جابر في حديث للديار عن أن حركة المطار في شهر آب سجلت أعلى نسبة في حركة المسافرين منذ العام ٢٠١٩، وقد بلغ عدد المسافرين المليون في شهر آب وارتفع العدد بنسبة 39 بالمئة عن العام الماضي ، ليرتفع بذلك المجموع العام للركاب عبر المطار منذ بداية العام 2025 وحتى نهاية آب الى اربعة ملايين و800 ألف اي بزيادة حوالي 9 بالمئة عن نفس الفترة من العام السابق.
كذلك أشار جابر إلى أن عدد الرحلات الجوية زاد بنسبة 24 بالمئة لتبلغ 6634 ذهابا وإيابا من لبنان واليه.
وقد توزعت حركة المطار خلال شهر آب 2025 على الشكل التالي:
المسافرون:
ارتفع عدد القادمين الى لبنان بنسبة 60 بالمئة وسجل حوالي أربعمائة ألف قادم مقابل 250 ألفا في شهر آب 2024 , كما ارتفع عدد الركاب بالمغادرة بنسبة 26 بالمئة وبلغ حوالي 532 ألف مغادر مقابل 421 ألف مغادرفي آب 2024 .
عدد الرحلات الجوية لجميع شركات الطيران خلال شهر آب بلغت 6634 رحلة منها 3318 رحلة وصول الى لبنان و3316 رحلة اقلاع من لبنان.
ورداً على سؤال حول ما اذا اقتصرت حركة الوافدين على المغتربين أم كان هناك قدوم للسياح العرب والأجانب، قال جابر: لا يمكننا تحديد عدد الوافدين من السياح العرب او الإجانب، ولكن لا شك أن معظم الوافدين هم من المغتربين اللبنانيين القاطنين في الخارج.
ورداً على سؤال حول حركة الشحن الجوي اكد جابر أن حركة الشحن الجوي ارتفعت من وإلى لبنان بشكل ملحوظ عن السنوات الماضية "لكن لا يوجد أرقام محددة حاليا".
وحول التحديات والصعوبات التي تعرض لها المطار خلال الموسم السياحي الصيفي قال جابر:"من المهم القول أن زيادة الحركة إلى مليون مسافر تقريبا في شهر آب ، أدى إلى إزدحام كبير في قاعات الوصول والمغادرة وهذه النسبة تعتبر ضعف القدرة الإستيعابية للمطار ، وبفضل الإجراءات التي إتخذتها المديرية العامة للطيران المدني وجهاز أمن المطار استطعنا من تنظيم الحركة وتمرير هذا الحجم من المسافرين دون مشاكل كبيرة ، وبناء عليه سيتم إتخاذ تدابير إضافية لمعالجة الثغرات التي ظهرت مؤخرا للاستفادة منها في المراحل المقبلة والتي نتوقع زيادة الضغط وارتفاع نسبة الحركة في حال سمحت الظروف لذلك.
اميمة شمس الدين - الديار