بين دمشق ولندن: مجلس أعمال يفتح باب الإندماج العالمي -- Dec 01 , 2025 40

أضافت سوريا حلقة جديدة في سلسلة ترميم واستدراك مسارات علاقاتها وارتباطاتها الاقتصادية مع العالم.

فقد أُطلق أمس في دمشق مجلس رجال الأعمال السوري ـ البريطاني خلال احتفال رسمي أقيم في فندق رويال سميراميس، بحضور عدد من الوزراء، السفراء، ونخبة من كبار رجال الأعمال من سوريا وبريطانيا.

ويأتي إطلاق المجلس كمبادرة إستراتيجية تمثل نقطة انطلاق جديدة للعلاقات الاقتصادية بين سوريا و بريطانيا، وفق ما أكد منذر نزها، رئيس المجلس، الذي شدد في حديثه مع "المدن" على السعي إلى دعم الاستثمارات البريطانية في سوريا، في إطار تعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة مثل الطاقة، الإعمار، السياحة، والبنية التحتية.

شراكات سورية بريطانية

وأشار نزها إلى أن المجلس الجديد يشكل منصة شاملة لتعزيز الشراكات بين الشركات السورية والبريطانية، بما يساهم في تحفيز النمو الاقتصادي وإعادة بناء البنية التحتية في سوريا.

وقال إن ثمة تعويلاً كبيراً على فعالية المجلس الذي يضم شركات عالمية مثل غوغل وشركات أخرى متعددة الجنسيات. وبالتالي، تبدو في الأفق فرص كبيرة لتطوير البيئة الاستثمارية في سوريا، بما يعزز من مكانتها على الخريطة الاقتصادية العالمية.

من جهته أشار وزير الاقتصاد السوري محمد نضال الشعار في حديث لـ"المدن" إلى أن إطلاق المجلس هو دليل على عودة سوريا إلى الساحة الدولية، مؤكداً أن الحكومة السورية تعمل على فتح قنوات اقتصادية واسعة مع الدول الكبرى عبر إنشاء مجالس أعمال متعددة. كما شدد على أن المجلس السوري البريطاني لا يعد مجرد منصة نظرية، بل يجب أن يتم من خلاله تفعيل الأعمال على أرض الواقع لتحقيق نتائج ملموسة على المدى الطويل.

وبدوره توقع وزير المالية محمد يسير برنية، في تصريح لـ"المدن"، أن يكون المجلس منصة عمل حقيقية لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مؤكدًا أن الحكومة ملتزمة بتقديم التسهيلات اللازمة لدعم القطاع الخاص، وتسهيل دخول الاستثمارات الأجنبية إلى سوريا.

مرحلة جديدة في العلاقات الاقتصادية

وأكد وزير السياحة السوري مازن الصالحاني أن القطاع السياحي يُعد من أبرز القطاعات التي تتطلع الحكومة إلى تطويرها، إذ تسعى الوزارة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة في مجال إدارة الفنادق والارتقاء بالمعايير السياحية في سوريا. وأضاف أن سوريا تتمتع بإمكانات سياحية هائلة، وأن مجلس الأعمال السوري البريطاني يوفر فرصة لتعريف الشركات الأجنبية على الإمكانات الاستثمارية في القطاع السياحي، وتبادل الخبرات مع الشركاء الدوليين.

وأجمع خبراء من الحضور على أن إطلاق مجلس الأعمال السوري البريطاني هو بداية مرحلة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين سوريا وبريطانيا، وفرصة ذهبية لجذب الاستثمارات الأجنبية في إطار عملية إعادة الإعمار.

وإذا تم تفعيل هذا المجلس في شكل عملي، فإنه سيشكل داعماً أساسياً لتحقيق النمو الاقتصادي في سوريا، وتوفير فرص استثمارية ذات أثر طويل المدى.

هناء غانم - المدن