بعد تخفيض تصنيف أميركا.. كل ما تريد معرفته عن وكالات التصنيف الائتماني

بعد تخفيض تصنيف أميركا.. كل ما تريد معرفته عن وكالات التصنيف الائتماني -- May 22 , 2025 5

المصدر:
الشرق
في خطوة لم تكن مفاجئة للمستثمرين وصناع القرار على حدٍ سواء، خفّضت وكالة "موديز" التصنيف الائتماني للولايات المتحدة مساء يوم الجمعة الماضي إلى "Aa1" من "Aaa"، لتحرم أكبر اقتصاد في العالم من آخر تصنيف ممتاز مُنح له من وكالات التصنيف الرئيسية.

قرار "موديز" الذي جاء بسبب عجز الإدارات المتعاقبة عن التعامل مع مستويات الديون المرتفعة وسط زيادة كلفة خدمة الدين، صدر بعد ساعات فقط من فشل لجنة رئيسية في مجلس النواب في تمرير مشروع القانون الضريبي الضخم، بسبب قلق من كلفته الضخمة.

تطرح هذه الخطوة تساؤلاً بشأن ما هي هذه الوكالات، وكيف اكتسبت هذه القوة؟

ما هي وكالات التصنيف الائتماني؟
تعمل هذه المؤسسات المالية على تقييم قدرة الحكومات والشركات على سداد ديونها، وتمنحها درجات تصنيف تبدأ من "Aaa" (أعلى جودة وأقل مستوى من مخاطر الائتمان) وتنتهي عند "C" (أدنى تصنيف وغالباً ما يشير إلى التخلف عن السداد واحتمالات استرداد ضئيلة). 

هناك العديد من وكالات التصنيف في العالم، ولكن "إس آند بي" و"موديز" و"فيتش" تعتبر الأبرز في السوق. 

تقول وكالة "إس آند بي غلوبال ريتينغز" (S&P Global Ratings) التي تأسست في عام 1860، إنها "توفر الشفافية للأسواق" من خلال "تقديم آراء مستقلة وعالية الجودة بشأن الجدارة الائتمانية"، وفق موقعها الإلكتروني. 

من جهتها، تقدم وكالة "فيتش" خدمات التصنيف الائتماني للدول والشركات منذ عام 1923، وتقول إنها "ملتزمة بتقديم قيمة تتجاوز التصنيف، من خلال آراء وأبحاث ائتمانية مستقلة ومستقبلية" وفق موقعها، كما تقدم "رؤى عالمية مصقولة بخبرة السوق المحلية، ومعلومات شفافة للمصدرين والمستثمرين".

أما "موديز" التي تأسست  عام 1909، فتقدم "رؤى شاملة حول المخاطر لأكثر من 15 ألف عميل في 165 دولة"، بما في ذلك 97% من شركات "فورتشن 100"، وهي قائمة تضم أكبر 100 شركة أميركية من حيث الإيرادات، وفق موقعها الإلكتروني. 

اكتسبت وكالات التصنيف قوتها من خلال الاعتراف الواسع بالتقارير والتصنيفات التي تصدرها في الأسواق، والاعتماد عليها من قبل المؤسسات والمستثمرين. 

كيف يؤثر خفض التصنيف على الدول؟
تتمتع وكالات التصنيف الائتماني تقليدياً بقوة هائلة على المقترضين المحتملين. فالحصول على تصنيف استثماري أو فقدانه، قد يكون حاسماً لأي دولة تحاول إقناع المستثمرين بتمويلها.

من شأن خفض التصنيف لأي دولة أن يزيد من كلفة الديون، فكلما زادت المخاطر الاستثمارية، يطلب المستثمرون عائدات أعلى لإقراض الدول. وبعد بيان "موديز" مباشرة، انخفضت العقود الآجلة لسندات الخزانة إلى أدنى مستوياتها، مما دفع العائدات على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.475%.

لكن بالنسبة لأكبر اقتصاد في العالم، ليس من الواضح أن خفض تصنيف "موديز" له تأثير كبير. فقد أصدرت الوكالة "رأياً استند إلى معلومات عامة كان الكثيرون يعلمونها ويحللونها مسبقاً"، وفق ما اعتبر جون أوثورز، محرر أول لشؤون الأسواق في "بلومبرغ".

ماذا يعني خفض التصنيف الائتماني؟
خفض التصنيف يعني أن اللجنة المكونة من المحللين لدى الوكالة، قررت أن الوضع الائتماني للمقترض أصبح أضعف نسبياً، وأن احتمال سداد الديون في الوقت المحدد وبالكامل، تراجع عما كان متوقعاً في السابق.

وتقوم وكالات التصنيف بمراقبة هذه المعايير باستمرار. ويمكن أن تخفض أو ترفع التصنيف نتيجة عوامل مختلفة، من بينها الوضع المالي للمقترض، أو ظروف الاقتصاد أو القطاع، أو بسبب أحداث معينة تؤثر على قدرة المقترض على السداد.

وتأخذ منهجيات "موديز" في الاعتبار عوامل كمية ونوعية، لتقييم قدرة المقترض على الوفاء بالتزاماته في الوقت المحدد وبالكامل.

ما هي النظرة المستقبلية؟ 
بالإضافة إلى التصنيفات الائتمانية، تصدر وكالات التصنيف الرئيسية توقعات مستقبلية تُعبّر فيها عن رأيها بشأن الاتجاه المحتمل للتصنيف الائتماني في الأجل المتوسط.

تنقسم هذه التوقعات إلى أربع فئات: إيجابية وسلبية ومستقرة وتحت المراجعة (متغير).

قالت "موديز" إن النظرة المستقبلية المستقرة للولايات المتحدة تعكس توازن المخاطر عند مستوى" Aa1"، إذ يظل الاقتصاد الأميركي فريداً من نوعه بين الدول المصنفة، بفضل حجمه الكبير، ومستوى الدخل المرتفع، وإمكانات النمو القوية، وسجل الابتكار الذي يدعم الإنتاجية والنمو.

كيف تُصنَّف السندات الحكومية؟
تصنّف هذه المؤسسات حجم القوة المالية للجهات التي تُصدر السندات، بما فيها الحكومات، وتمنحها درجات ائتمانية تحدد مدى قدرتها على الوفاء بمدفوعات الديون.

يعتمد المستثمرون عادة على هذه التصنيفات الائتمانية عند اتخاذ قرار بشراء أي سندات، كما يمكن أن تؤثر هذه التصنيفات بشدة في مقدار العوائد التي تدفعها الجهات المقترضة لجمع الأموال في أسواق رأس المال.

مع ذلك، فإن عوائد السندات الأميركية منخفضة بفضل الطلب على كل من الدولار (العملة الاحتياطية العالمية) وسندات الخزانة الأميركية، التي يُنظر إليها باعتبارها معياراً عالمياً للأصول منخفضة المخاطر. 

تطور التصنيف الائتماني للولايات المتحدة
لطالما تمتعت الولايات المتحدة بتصنيف ائتماني ممتاز يعكس مكانتها كأكبر اقتصاد في العالم، وكون الدولار هو عملة الاحتياطيات العالمية.

إلا أن الأمور بدأت تتغير منذ عام 2011، وأصبحت "إس آند بي" أول وكالة تخفض تصنيف الولايات المتحدة من "AAA" إلى "AA+" منذ منحها إياه في عام 1941، وفق" رويترز". 

أقرأ أيضاَ

"نايت فرانك": دبي الوجهة العقارية الأولى لـ71% من أثرياء العالم

أقرأ أيضاَ

ترامب يربك صناعة الدواء العالمية: خفض تاريخي للأسعار أم تهديد للابتكار؟