لمن يفكر في بيع الذهب.. هذا ما ينتظرك خلال الأسابيع المُقبلة -- Jul 15 , 2025 168
في لبنان، لا يُنظر إلى الذهب كمجرد معدن نفيس أو استثمار كلاسيكي، بل كأمانٍ منزلي، و"رصيد أخير" قد يُنقذ عائلة في زمن الانهيار. بين خزائن البيوت ومحالّ الصاغة، يعيش اللبنانيون اليوم حيرة وجودية: هل نبيع ما نملك قبل أن تهبط الأسعار؟ أم نشتري ونراهن على موجة صعود مقبل؟ الأسواق العالمية لا تُجيب بشكل قاطع، لكنها تهمس بإشارات دقيقة لمن يُجيد الإصغاء. فالمؤشرات التقنية لدورات الذهب تُظهر أن المرحلة المقبلة قد تحمل ارتفاعات جديدة، وربما فرصًا لمن ينتظر، ويتريّث، ويتخذ قراره بعين على التحليل لا على القلق.
فما الذي تقوله خرائط الذهب عن الأسابيع المقبلة؟ وماذا يعني ذلك لمن يملك الذهب في لبنان أو يفكر بشرائه؟
الذهب عالميًا: موجة ارتفاع على الطريق؟
من منظور فني، وبعد فترة من التذبذب بين ذروة بلغت3537 دولارًا في منتصف نيسان، وقاع عند 3151 دولارًا في أيار، عاد الذهب ليستقر نسبيًا في حزيران وتموز. هذه الحركة ليست مجرد تقلب، بل جزء من دورات زمنية معروفة في أسواق الذهب، أهمها دورتا 34 و72 يومًا، اللتان تُبشّران بانطلاقة جديدة في النصف الثاني من آب، قد تدفع المعدن الأصفر إلى مستويات تفوق3560 دولارًا، وربما أبعد.
بلغة أخرى، نحن الآن، بحسب المؤشرات، على عتبة موجة صعود تمتد حتى أوائل الخريف، قبل تصحيح محتمل في أيلول، على أن يُستأنف الصعود الأكبر حتى أوائل 2026، في إطار دورة تمتد154 يومًا، قد ترفع الأسعار بنسبة14% إلى 20% من القاع الحالي. لكن الشرط الأساسي لذلك أن يصمد الذهب فوق عتبة 3250 دولارًا في الأسابيع القليلة المقبلة.
وماذا عن اللبنانيين؟
بالنسبة للبناني، لا يُقاس سعر الذهب فقط بالدولار، بل بما يعنيه فعليًا في معادلة النجاة اليومية. في السنوات الماضية، كان بيع الذهب العائلي حلًا اضطراريًا لتسديد الأقساط، أو فاتورة استشفاء، أو حتى شراء حليب للأطفال. لكن السؤال اليوم لم يعد فقط: كم سعر الغرام؟ بل: هل هذا هو الوقت المناسب للبيع؟ أم أن الاحتفاظ به سيكون رهانًا رابحًا؟
الجواب: إذا لم تكن الحاجة ضاغطة، فالأفضل الانتظار.
التحليل الفني والاتجاهات العالمية يدعمان فرضية ارتفاع جديد في سعر الذهب خلال الشهرين المقبلين، وربما أكثر. وهذا يعني أن من يملك ذهبًا اليوم، ويستطيع تأجيل بيعه، قد يجني هامشًا إضافيًا يتراوح بين 7% إلى 15% بحسب الدورة الزمنية التي ستحكم الأسواق. أما من يفكر بالشراء، فإن التوقيت الحالي لا يزال مناسبًا نسبيًا، بشرط أن يكون الهدف استثماريًا طويل الأمد، لا مضاربة سريعة. فحتى لو تراجع الذهب في أيلول، فإن دورة الـ154 يومًا تشير إلى أن الأشهر التالية قد تحمل ارتفاعًا قويًا حتى أوائل 2026.
وعليه، إذ كنت تملك ذهبًا للادخار، احتفظ به قليلاً بعد. وإذا كنت تفكر بالشراء كنوع من التحوّط، فافعل ذلك بتدرج. وإذا كنت تفكر بالبيع، فحاول ألا تتسرّع قبل أيلول، لأن السوق قد يعطيك سعراً أفضل قريباً.
المصدر: خاص لبنان24