"الزبيب البلدي" بين خسائر النضوج السريع والتشجيع

"الزبيب البلدي" بين خسائر النضوج السريع والتشجيع -- Aug 28 , 2025 16

أصاب التراجع لـ«الزبيب البلدي»، الذي تأثر كما غيره من مواسم الفاكهة في لبنان بعدما بلغ هذا التراجع نحو 50% بسبب التغيير المناخي العام، والجفاف الذي حل بالتربة وألحق بها أضرارا كبيرة، مع المفارقة أنها المرة الأولى التي ينضج فيها العنب باكرا وبهذا الشكل.


«طباخ العنب والتين» (انخفاض الحرارة وحلول الضباب) الذي يأتي عادة نهاية شهر أغسطس وبداية سبتمبر من كل عام حل باكرا هذه السنة، وبدأ المزارعون بجني العنب للتو ودون سابق إنذار، فكان نشاطهم الموسمي متميزا عن الأعوام السابقة، وجرت المباشرة بالأعمال في المطابخ التقليدية أو الحديثة التي تعنى بالتجفيف على نحو مباغت.

«الزبيب»، أي العنب المجفف، الذي غالبا ما يتم تجفيفه تحت أشعة الشمس نهاية «آب اللهاب» (أغسطس)، يشكل أحد أعمدة المؤونة «الشتوية»، التي تعتمد عليها العائلات اللبنانية بشكل رئيسي، إلى جانب بقية الأصناف التي تعتبر ركيزة مقومات الأمن الغذائي.

على الطريق الرئيسي بين بلدة راشيا بما فيها السوق الرئيسي وجب جنين وبيادر العدس وسواها في منطقة البقاع الغربي، تفترش جانبي الطريق بسطات العنب والزبيب المنتج منه، فيما محال المؤونة والمنتوجات البلدية امتلأت رفوفها بالزبيب الطازج قبل أوانه.

أما أسطح المنازل في راشيا فقد غطاها الزبيب البلدي، كما يقول مفيد سليمان محمود، الذي فضل العودة إلى الحياة البسيطة على ما عداها، بعدما كان يعمل مهندسا مدنيا في مشاريع الإعمار في أبوظبي لسنوات. وقال لـ «الأنباء»: إنتاج عنب الزبيب في راشيا يبلغ حوالي 30 طنا سنويا. وهذه السنة سيكون حوالي 15 طنا. أما بالنسبة لي فمن المتوقع 500 كيلوغرام تقريبا».


وأضاف: «زبيب راشيا هو الأكثر شهرة، لكونه لا يزال على الطرق والوسائل الطبيعية التقليدية. هناك طلب على الموسم، انما تراجع إنتاج العنب «المغدوشة» المخصص للزبيب هذه السنة، سيغير في الواقع الذي كان سائدا لسنوات طويلة. الكيلوغرام الواحد من الزبيب يحتاج إلى 5 كيلوغرامات من العنب المغدوشة، ونظروا إلى تراجع الموسم سينخفض إنتاج الزبيب السنوي من 4 أطنان إلى 2 طنين سنويا. المواسم جاءت سريعة جدا هذه السنة، ما أدى إلى ضعف في العنقود الذي نضج قبل أوانه، والتسويق أيضا ضعيف وليس ثمة من يشجع عليه».

وتابع محمود: «كان كيلوغرام الزبيب يباع العام الماضي بـ 8 دولارات، أما هذه السنة فتكلفته هي 8 دولارات ويباع حاليا بـ 10 دولارات، علما ان موسم الزبيب في راشيا يشكل نسبة حوالي 85% من كامل مساحة المنطقة. لكن الجودة بقيت عالية ولم يؤثر عليها الجفاف الذي شكل سابقة هذه السنة».

واستطرد: «نشجع الزبيب لفوائده الصحية، وخصوصا البلدي منه وهو بعلي وخال من المواد الحافظة، ويتم تجفيفه تحت أشعة الشمس، بينما في «المحامص» يأتي «الأشقر» والألوان الجميلة، انما من دون نكهة طبيعية، وتضاف إليه مادة من الشمع كي يبقى محافظا على لونه».


بدوره، لفت المزارع أحمد مكي إلى ان «عنب جب جنين ومنطقتها يذهب بمعظمه إلى الدبس و«الكركة»، ويوجد القليل من المزارعين عندنا وانا منهم من يهتم بالزبيب، باعتبار العنب عندنا من البيتموني والأبيض والسلطي وسوى ذلك، في حين ان العنب المغدوشة هو للزبيب».

وتابع: «الجودة هذه السنة جيدة لكن الأسعار مرتفعة، وسعر الزبيب زاد نحو 20% نظرا إلى تراجع الانتاج، علما ان عددا من زراعاتنا لاتزال بعلية وغير مروية، والناس لا تستطيع التشجع كما في السابق، بسبب غلاء العنب الذي وصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى أكثر من دولار ونصف، والإنتاج المحلي لم يستطع تغطية متطلبات السوق هذه السنة، نتيجة توقف استيراد العنب الخارجي أيضا».

عامر زين الدين - الانباء

أقرأ أيضاَ

مهنة الصرافة: من "حَصْد الملايين" إلى ما يشبه "كاريتاس

أقرأ أيضاَ

أسبوعان شكّلا الفارق كلّه وغيّرا وجه لبنان فماذا جرى بين 18 ت1 و1 ت2 2019؟